تباين آراء المحللين التحكيميين- حيرة وتشكيك في قرارات كرة القدم.

المؤلف: سلطان الزايدي11.15.2025
تباين آراء المحللين التحكيميين- حيرة وتشكيك في قرارات كرة القدم.

ليس لدي شك في أنني لست أول من يخوض في هذا الموضوع، ولن أكون الأخير، وإنه لمن المستحيل أن يتقبل المرء هذا التضارب الصارخ في الأحكام التحكيمية، التي تصدر عن المحللين التحكيميين في البرامج الرياضية المتنوعة، والتي تحظى بمتابعة جماهير كرة القدم الشغوفة، ولا سيما الفقرة التحكيمية التي تمثل محور اهتمام بالغ، حيث يتطلع المشاهد إلى هذه الفقرة في مختلف البرامج، طمعًا في أن يجد توافقًا في القرارات الصادرة عن حكام المباراة، ولكن المؤسف في الأمر أن كل ما يحدث هو تفاقم الحيرة والارتباك، فلكل محلل تحكيمي وجهة نظر مختلفة في الحالات المعروضة عليه، والتي تثير اهتمام الجمهور بشكل خاص، مثل حالة هدف تم إلغاؤه، أو ركلة جزاء غير مستحقة أو مستحقة، أو بطاقة حمراء لم يرفعها الحكم في وجه أحد اللاعبين أثناء المباراة، وغيرها من الأخطاء التي لا تحصى، ولكن الصاعقة تكمن في أن الجميع يختلف مع الجميع، وكأن لكل محلل تحكيمي قانونًا خاصًا به وحده؛ وبالتالي فمن الطبيعي جدًا أن يسود التشكيك وعدم القدرة على الإقناع، وهذا الأمر تحديدًا يثير استياء الجمهور، ويجعل الكثيرين في حالة بحث دائم ومضنٍ عن الحقيقة الضائعة، والأكثر إثارة للدهشة والاستغراب هو حينما تتناول هذه البرامج الأخطاء التحكيمية، وتكتشف مع مرور الوقت أنهم يناقضون أنفسهم بأنفسهم، وذلك حين يناقشون حالة معينة تكررت أكثر من مرة بقرارات متباينة ومتضاربة، على الرغم من أن المحلل هو نفسه والبرنامج هو ذاته، والفرق الوحيد يكمن فقط في هوية الفريقين المتنافسين.

اعتقدنا جازمين أن مثل هذه البرامج التي تعنى بتثقيف الجمهور في الجوانب التحكيمية تتمتع بقدر وافر من المهنية والموضوعية، وأن تقدم هذه الفقرة من زاوية قانونية محضة دون التأثر بأي اعتبارات أخرى، أو الانجرار وراء الحالة الجماهيرية العاطفية، ولكن لا يبدو أن هذا ما يحدث على أرض الواقع مع الأسف الشديد!!

وقفة تأمل:

إن الحرية الصحفية لا تعني إطلاق العنان للقلم ليكتب ما يحلو له ويهوى، بل أن يتم تقييد القلم بالحق والحقيقة، فلا يكتب إلا بما يمليه عليه الحق والإنصاف...

دمتم في خير وعافية ،،،

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة